Arabic-article

أين فن أكادير؟





عندما يتجول سائح أكادير في أزقتها متأملا معمارها و لباس أهلها و نمط عيشهم و كذلك لغتهم, سيستشعر بغلبة الطابع الحضاري المعاصر مع غياب اللمسة الفنية للثقافة الأمازيغية العريقة، ذلك الفن الناتج عن التناغم الحاصل بين وجدان الساكن الأمازيغي مع العالم المحيط به، تلك البصمة التي ترقص العالم الداخلي والخارجي للإنسان على ايقاع متجانس. فسيتساءل مثلي: أين فن أكادير؟
الفن لا ينحصر في الابداع الفردي بل يتجاوزه ليحدد الهوية الثقافية لمجتمع ما، فالفن هو موروث تتناقله الأجيال وتصقله أيضا لكي لا يفقد بريقه مع تغيرات الزمن  و يظل مواكبا لعصره. لكن شاءت الأقدار بأكادير بأن لا تنصهر الحداثة بفنه لتولد هوية معاصرة بل انقلب التأثير عكسا فتم بذلك طمس الهوية الفنية الأمازيغية تحت عجلات التقدم. فأضحى المشتاق لنسيم الفن الأكاديري ينتظر المهرجانات والمعارض و المناسبات الموسمية ليعانق هويته وأصله ويكتشف ما صمد منها حتى الأن، أو يقوم بزيارة النواحي البعيدة التي لم يطلها عبث التطور السلبي ويجالس أهلها برهة من الوقت ليستمتع بدفيء شمس الفن ،من حكم شعبية و مأكولات محلية و أغاني عتيقة، قبل أن تغرب من هناك أيضا.
قبل أن تتفاقم الفجوة الحاصلة بين فننا و نمط عيش الانسان الأمازيغي يجب اتخاد مجموعة من الخطوات الهادفة لإحياء الحب و الارتباط بتاريخنا الفني ورسخ ثقافة الإبداع عند الفئة الناشئة لتطوير ما تركه أجدادنا. وستكون أفضل الطرق وأنجعها أن تدرس مادة الفن الأمازيغي بمدارس أكادير الذي سيساير مسيرة الطفل مند صغره حتى إتقانه للون من فروعه وكذالك بأن تؤسس جمعيات تعنى بتلقين أساسيات الفن الأمازيغي.
فن أكادير هو التاج الذي يميز هده المدينة الأصيلة عن غيرها من المدن لذا وجب التمسك به و جعله حاضرا بممارساتنا اليومية وألا نخجل من استعراضه أمام الأخر




Hajar AIT ADDI

About Agadir Rising

2 comments:



  1. الحياة ليست سهلة، لذا علينا بالمثابرة وعدم الاستسلام، وتدعيم الثقة بالنفس .


    احسنتي الاستاذة هاجر
    استمر على درب النجاح
    و الله انها كلمات راقية جدا تحمل ما تحمل من معنى .

    RépondreSupprimer
  2. كلمات جميلة
    ننتظر جديدك بفارغ الصبر

    RépondreSupprimer

Dar Si Hmad. Fourni par Blogger.